'فلسطين عبر العصور في سطور'
اسم الكاتب : ولاء عبد الله
في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين صدر عن اتحاد المرأة الفلسطينية في القاهرة كتيب للدكتورة 'هند البديري 'عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين تحت عنوان 'فلسطين عبر العصور في سطور'،يتناول حقائق حول القضية والشعب الفلسطيني منذ القدم وحتى 1948.
وتؤكد هند في بداية الكتاب أنه لما كان الحاضر من ثمار الماضي ،والمستقبل غرس الحاضر فإن دراسة التاريخ ضرورة حتمية لاستشراف المستقبل .وتضيف أن العالم العربي بعد ما يزيد عن نصف قرن من التحرر من نير الاستعمار إلا أنه والى ألان لم يركب قطار الفاعل ومازال يتخبط في دور المفعول به ،وهو ما يدعونا إلى التساؤل حول السبب في ذلك التخلف والضياع ،وقد يكون أهم هذه الأسباب هو وجود ذلك السرطان المستشري في قلب الوطن العربي ويقصد به الاستيطان الإسرائيلي الصهيوني على ارض فلسطين هذا بالطبع إضافة إلى العديد من الأمور والأوضاع الأخرى التي ساهمت في تكريس ذلك الوضع المزري .
وتشير أنها تحاول من خلال كتيب 'فلسطين عبر العصور في سطور'تسليط الضوء على أحد جوانب النكبة التي لازال الكثيرون لا يعرفون كيف تفاعلت وتضافرت لتخلق واقعا أليما يلقي بظلاله القائمة عل الواقع العربي ككل.
وتوضح البديري كيف أن فلسطين عرفت منذ أقدم العصور بجمال طبيعتها وطيب مناخها وجودة صناعتها ومنتجاتها الزراعية ،حتى أنه أشير اليها ببلاد اللبن والعسل ،إضافة الى أنها قبله لكل الأديان السماوية.
وحول فلسطين القديمة تؤكد أن الحضارة النطوفية في فلسطين منذ 10الاف عام قبل الميلاد تعتبر نقلة نوعية على درب الارتقاء البشري ،والذي نقلته من الاقتصاد الاستهلاكي إلى الاقتصاد الإنتاجي حيث الزراعة وتدجين الحيوانات.
وتوضح أن مدينة أريحا تعد أقدم مدينة محاطة بالسوار في التاريخ وكان ذلك منذ9 آلاف عام قبل الميلاد، وشهدت الألف الخامسة قبل الميلاد أكبر هجرة بشرية في التاريخ خرجت من شبه الجزيرة واستوطنت القبائل السامية ،ومنهم الكنعانيين الذين يعتبروا قدم السكان ، فلسطين واستمر حكم الكنعانيون 1500 عاما متصلة ،وأخذت البلاد منهم اسم ارض كنعان ،وبنى الكنعانيون العديد من المدن في شتى أنحاء فلسطين.
وتفند البديري في الكتيب كذب الادعاءات الإسرائيلية حول تاريخ اليهود القديم لتؤكد أن إسرائيل القديمة لم تكن سوى خيط رفيع من نسيج التاريخ الفلسطيني الغني،مؤكدة أن الكيان الصهيوني كان مهتم بتوفير المناخ الملائم لخلق كيان 'الوطن القومي اليهودي'وهذا أمر لا يكتفى فيه بالركائز السياسية والاقتصادية والإدارية اللازمة لإنشاءه فحسب لكن الأهم من كل ذلك هو اختلاق رابط تاريخي يصل الماضي بالحاضر،وبالتالي فلابد من تسويق فكرة وجود دولة إسرائيلية قوية في التاريخ القديم ،ولتكون هي امتداد لدولة إسرائيل الحديثة وبالتالي تصبح عودة اليهود المشتتين لأرض الآباء مشروعة.
وتشير أن 'حاييم وايزمان' الزعيم الروحي والأب الحقيقي لوعد بلفور كان دائما ما يردد مقولته 'نحن لسنا قادمين ولكننا عائدون'،وهو ما يوحي وكأنه كانت هناك إمبراطوريه عظيمة سابقا .
وبعد ذلك تتناول فلسطين في العصور الوسطى ،وكيف دخل الحكم الإسلامي فلسطين واستمراره 1300 عام بشكل متواصل، وكانت مصر والشام من جملة الأقطار التي حاولت الانفصال عن بيزنطة التي نخر السوس في عظامها بحيث يصبح الجو ممهد تماما للفتح العربي الإسلامي.
وبالفعل فان الإسلام بدأ في الانتشار منذ627 ولم تكن القوة عاملا في انتشار الإسلام فقد اعتنق بعض الأقوام النصرانيين الإسلام نتيجة لما رأوه من عدل للإسلام وتسلم عمر بن الخطاب 'رضي الله عنه' بيت المقدس في 636م وكانت آخر ما تبقى في أيدي البيزنطيين من فلسطين.ولم يحدث الإسلام أي تغيرات ديمغرافية أو استيطانيه في البلاد وذلك لقلة عدد الفاتحين ،وانسجام الشعبين لغة وتاريخا وعادات وتقاليد،كما انحصر اهتمام الفاتحين على نشر الدين الجديد حيث اعتنق معظم سكان فلسطين -وجميعهم من المسيحيين-الإسلام وظل الباقين على دينهم إلى اليوم .
وتناوب على حكم فلسطين بعد الراشدين وخلال استمرار الحكم الإسلامي- الذي ظل من 634م: 1918- كل من الأمويين والذين امتد حكمهم حتى أواسط القرن الثامن الميلادي ،في حين أخذت وحدة المسلمين بالانقسام مما أدى إلى زوال دولة بني أميه في المشرق وليحل محلها الحكم العباسي ،والذي امتد حتى 1258م إلى أن احتلت جحافل المغول العالم العربي وسقطت بغداد في نفس العام حتى تصدى لهم المماليك وهزموهم في عين جالوت .
وظلت فلسطين تتعرض لحرب الفرنجة ،والتي دعا إليها اوريان الثاني منذ1099م وتوالت الحملات على بلاد الشام ومصر وتونس حتى حرر 'صلاح الدين الأيوبي' القدس في 1187مواستمر الحكم المملوكي الإسلامي على مصر وفلسطين أكثر من قرنين ونصف ،حتى أخذ نجم بنو عثمان في الصعود ،وخضعت بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين للحكم العثماني منذ1516 : 1918م أي حوالي 400 عام وبرغم هذه الفترة الطويلة إلا أن فلسطين ظلت محتفظة بطابعها العربي فقد انحصر الحكم العثماني في فرض الضرائب وبسط السيطرة واستنزاف الموارد لكنه لم يحدث خللا ديموغرافيا أو جغرافيا للبلاد .
وفي عهد سليمان القانوني '1520: 1566 'نالت القدس اهتماما كبيرا فأعاد بناء أسوارها وأصلح القنوات وشق الجديد منها ،وسمح لليهود بدخول القدس ولم يكن ليسمح لهم بذلك لفترات طويلة ،ولم يظهر أي اهتمام لهم بحائط البراق ،وكانوا يصلون على جبل الزيتون،سوى في أوائل القرن السادس عشر .
أما في أوربا فقد كان اليهود لهم دور في المجتمع وانحصرت أعمالهم على التجارة والمال ومع ذلك كانوا غرباء في تلك المجتمعات منحصرين ومنغلقين على أنفسهم ،وقد تعرض اليهود للاضطهاد لمجموعة من الأسباب منها العداء الديني التاريخي المسيحي –اليهودي على خلفية صلب المسيح ،إضافة إلى ما يحمله التاريخ من معاملاتهم السيئة ماليا والاستغلال والجشع الربوي الفاحش ،فضلا عن طبيعتهم الانعزالية التي فرضوها بأنفسهم من خلال تجمعهم في جيتو .
وكانت نقطة التحول مع دعوة نابليون التي قدمها لليهود عقب احتلاله لمصر وانطلاقه لاحتلال فلسطين فقد دعا يهود أسيا وافرقيا الانضمام للجيش الفرنسي من أجل مساعدتهم في استرجاع القدس القديمة ،خاصة بعد عجزة عن فتح عكا وبعد أن احتل غزة ويافا لكن فكرته لم تحظى بدعم اليهود ،وان كانت راقت للبعض ممن أدركوا في تلك الفترة المبكرة أهمية الاستفادة من ثروات اليهود الضخمة في بناء كيان يهودي في فلسطين ،وفي نفس التوقيت دخلت بريطانيا –العدو الكبر لفرنسا-في نفس اللعبة وأنشأت جمعية فلسطين لنفس الهدف الذي دعا إليه نابليون ،وان كانت بلا أي نشاط يذكر.و في هذا الحين حتى بدأ محمد علي في أربعينيات القرن التاسع عشر توسعاته في بلاد الشام وهو ما دعا بريطانيا لأسباب استعمارية عدة العمل بجدية في مشروع توطين اليهود في فلسطين ،لقناعتها التامة انه من شأنه أن يتيح لها الفرصة لفرض سيطرتها التامة على قناة السويس من ناحية كما أن اليهود سيشكلون حاجزا بشريا مخلصا وتابعا لها يحد من تحركات محمد على.
ووضعت أولى لبنات هذا المشروع حين تم تاسيس صندوق اكتشاف فلسطين عام 1838 عندما قام اللورد بالمرستون وزير خارجية بريطانيا بانشائها حتى دون انتظار موافقة الدوله العثمانية عليه ،وتبع ذلك انشاء اول قنصلية بريطانية في القدس العام التالي .
أما عن مهام القنصلية فكان الأهم فيها رعاية شئون اليهود وترتيب إقامتهم بدعوى حماية الأقليات في فلسطين.
ولم يقف بالمرستون عند هذا الحد بل كتب للسفير البريطاني في الأستانة يحثه على إقناع السلطان بتشجيع اليهود على العودة والتوطن في فلسطين ،وفي 1841 صدر إعلان يؤكد على مسئولية بريطانيا في تحقيق مشروع اسكان اليهود في فلسطين تتويجا للمساعي ،ويعد هذا الاعلان بمثابة مسودة لوعد بلفور الذي صدر في 1917 وبدات المشاريع التوطينية في فلسطين،وفي 1861 تأسست المؤسسة العربية اللندنية لاستعمار الاراضي المقدسة،والتحالف الاسرائيلي العالمي في فرنسا وكان هدفه حماية اليهود وتحسين احوالهم في العالم بشكل عام وفي الاراضي الاسلامية بشكل خاص .
وقد شهدت الفترة من 1882و1903تدفق يهود شرق اوربا الى جميع انحاء العالم حتى بلغ عدد المهاجرين 3مليوب استقر80% منهم في الولايات المتحدة وأطلق على هذه الهجرة 'الهجرة اليهودية الكبرى'تلتها هجرات في الاعوام التالية .
وناقش مؤتمر 'فوكساني'في رومانيا موضوع هجرة اليهود وتوطينهم في فلسطين وفي نفس الفترة تاسست جماعة أحباء صهيون في روسيا ،وكان هرتزل يقوم بمحاولات عدة لإنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين وظل في دابة وسعيه حتى أرسى أسس الدولة اليهودية في مؤتمر بال 1897.
وظلت بريطانيا تنتهج سياستها الاستعمارية حتى بدأت بالفعل في احتلال فلسطين وبدأت الأمر باحتلال بئر سبع وبعد يومين من هذا الاحتلال صدر وعد بلفور وهو ما يعادل الاعتراف الدولي بشرعية احتلال فلسطين التي سعى إليها هرتزل وهكذا تضافرت جهود بريطانيا في إقامة كيان يهودي في فلسطين.
فقد وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني منذ 1922 ثم كانت المرحلة الأخيرة وهي قرار التقسيم وكان لبريطانيا اليد في دفع القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة وهو ما كان له بالغ الأثر في صدور قرار التقسيم والإسراع بإقراره تمهيدا لإعلان الدولة وتولت الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت وحتى الآن دفة المصير الفلسطيني ،وقد لعبت دورا محوريا في الضغوط على الأمم المتحدة وحصلت على موافقة بإعادة التصويت بعد أن فشل في المرحلة الأولى ،وهكذا خرج القرار رقم 181 الذي أقر مشروع التقسيم في 29نوفمبر 1947 ليعطي اليهود ما يزيد عن نصف مساحة فلسطين بنسبة 56.47%،وأعلنت بريطانيا انسحابها بعد ذلك في 15 مايو 1948 لتبدأ المهزلة التي شارك في إرسائها العالم الغربي أكمله
وفي النهاية تؤكد هند البديري أن الحقائق الراسخة تؤكد أن نكبة فلسطين هي مسئولية الثالوث الجهنمي للقوى الامبريالية متمثلة بالدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية و الصهيونية العالمية ومن ورائهم الشركات الاحتكارية العالمية.
الإثنين مايو 09, 2011 9:32 pm من طرف حشفاوي عنيد
» الحزب الشيوعي المصري يخرج للعلن بعد 90 عاماً من الحظر
الإثنين مايو 02, 2011 5:55 pm من طرف Admin
» حزب الشعب يهنىء الطبقة العاملة الفلسطينية بعيد العمال العالمي
الإثنين مايو 02, 2011 5:52 pm من طرف Admin
» هل يهمكم نجاح المنتدى ... إذا ادخلوا هنا وخذوا بعض الإرشادات.
الإثنين مايو 02, 2011 5:50 pm من طرف Admin
» حزب الشعب يهنئ الطوائف المسيحية بحلول الاعياد المجيدة
الأحد مايو 01, 2011 12:04 am من طرف ابو مالك
» الصالحي: كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطينية
الجمعة فبراير 04, 2011 4:01 am من طرف Admin
» حزب الشعب: الصمود السياسي واستخلاص العبر كفيل بحماية منظمة التحرير الفلسطينية
الإثنين يناير 31, 2011 6:22 pm من طرف Guevara
» عميره: ما نشر عني حول وثائق الجزيرة جاء مجتزءا ولم يغط جميع جوانبه
الإثنين يناير 31, 2011 6:20 pm من طرف Guevara
» عميره لــ " الاتحاد ":لو كان توجه "الجزيرة" حياديًا لما تم عرضه بهذه الطريقة المسيئة للشعب الفلسطيني
الإثنين يناير 31, 2011 6:18 pm من طرف Guevara