الحركة النقابية التقدمية الى أين ؟

الحركة النقابية التقدمية الى أين ؟

النقابة من أولى المؤسسات الوطنية التي وجدت في المجتمع الفلسطيني . وكانت نقطة انطلاق الرفاق للعمل الحزبي . لسرية العمل الوطني ، بالاضافة للعمل الطبيعي لها.والتاريخ يسجل هذا.ومن ثم بدأت تنظيمات اخرى بالمسير في هذا السبيل سواءا تعاونا او اندماجا او بشكل فردي. لحين الاتفاق حول جسم واحد اجمع عليه الاغلبية النقابية .بالرغم انه هناك نقابات ما زالت بعيدة عن هذا الجسم ولها دورها .
وسأبدأ من هذا الجسم – الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين – الذي نحن التقدميون جزء منه وشركاء ،ووقفنا جنبا وجانبا الى الاطر الاخرى لتشكيله وتقويته .ولنا التمثيل الحاضر .

والحقيقة ان الاتحاد لا يبتعد عن واقع منظمة التحرير .التي لا يوجد فيها الا سياسة الرأي الواحد .وكذلك الانانية والهمجية .ونحن الرفاق لنا تجربة .فعلا سبيل المثال ،ما حدث على زمن المفاوضات في واشنطن وماذا فعلت منظمة التحرير صاحبة القرار الواحد انذاك ،وهناك كثير من المواقف في هذا الصدد،وما زال الحال لهذه اللحظات .

الذي كنت اقصده هو وجه التشابه ما بين الاتحاد والمنظمة وغيرها من المواطن .وان دل على شئ . فيدل على عمق الانانية وسياسة الرأي الواحد . والتسلط .ونحن التقدميون نمتاز بالمواقف الانسانية والعدالة والرقي والتحرر . والتاريخ يشهد لنا . فنحن اين الان ؟؟؟ولمتى؟؟؟ولماذا؟؟؟

الحقيقة التي اريد ايصالها ،اننا لا بد ان نضع النقاط على الحروف . وان يكون لنا الرأي اينما وجدنا . والعمل على تعزيزه . وان لا نسمح لانفسنا ولا لغيرنا لفكرة " المجاملة" او "التهميش" او الاحتواء او ...الخ. واما ان نكون شركاء حقيقيين . لنا رأينا وتأثيرنا،واما ان نكون منفردين مستقلين.ونعمل ضمن رؤيتنا الهادفة لخدمة ابناء شعبنا . وانني لست في صدد التفرقة او التحريض ولكن لا بد ان يكون النقد البناء للذات وللغير،ولا بد من" جلد الذات " . لايجاد مجتمع فلسطيني له كيانه مبني على التحرر والرقي والديمقراطية ومكافحته للاستغلال باشكاله واينما وجد .

شكرآ للرفيق العزيز ياسر على هذا الموضوع المهم والقيم جدآ. فهو يذكرني بطريقة عمل الاتحاد العام لطلبة فلسطين ايام الدراسة الجامعية . انا لا اريد ان انقص من حق هذا التنظيم النقابي العريق والذي خرج الرجال الرجال من اخوة ورفاق مناضلين وابطال ولكن هي وقفة مع الذات لمحاسبتها ونقدها .
ما يجري الان من نزاع تنظيمي بين فتح وحماس وصل الى حد ان يقتل الانسان اخاه لمعارضته افكاره التنظيمية وكونه ينتمي الى تنظيم آخر فكأن فلسطين وقضيتها خلقت لتخدم فنح او حماس وليس العكس كل ذلك كانت نقطة البداية له هنا في الاسلوب الخاطئ والتي كانت تمارسه الهيئات الادارية المتعاقبة للاتحاد العام لطلبة فلسطين حيث التهافت الاعمى على تجميع الاصوات للانتخابت ولو كان ذلك بطرق غير مشروعة وغير اخلاقية والغاية ليس تحرير فلسطين من هنا من القاعات الدراسية ولكن الغاية هي التفاخر التنظيمي والمصلحة التنظيمية الضيقة فكان ذلك عملآ تشريفيآ وليس تكليفيآ وهذا انعكس على عمل هذه الهيئات الادارية آنيآ وعمل الاتحاد الطلابي بشكل عام وأدى الى التناحر التنظيمي وبالسلاح وهذا ما نشهده في فلسطين حاليآ .
النقابات وجدت لتدافع عن حقوق منتسبيها كل في مجال عمله فمثلآ نقابة الاطباء تدافع عن حقوق جميع الاطباء المنتسبين اليها بغض النظر عن ألوانهم السياسية وهكذا في جميع النقابت الاخرى وليس الهدف من وجود هذه النقابات هو ان اي من التنظيمات يستولي على هذه النقابة اوتلك فهي ليست قطعة ارض نتناحر عليها او بئر ماء نسقي منها غنم القبيلة . النقابة هي تنظيم يقوم بالدفاع عن حقوق اعضائه الذين لهم جميعهم مصلحة مشتركة في مجال عملهم بغض النظر عن اية انتماءات اخرى لهؤلاء الاعضاء . وهنا تأتي مصلحة هؤلاء الاعضاء في انتخاب من يدافع عن مصالحهم في العمل حيث المرشح في الانتخابات يجب ان يكون مشهودآ له بالنزاهة والشرف وقوة الحجة والمنطق وطلاقة اللسان ولا يخاف لومة لائم ولا يركض وراء مصالح شخصية . والتاريخ اثبت ان خير من يقوم بهذه المهمة هم الشيوعيون المتسلحون بأفكار ماركس وانجلس ولينين .