من طرف عبد الله ابو العطا " ابو عماد "
...منبر الفقراء وعناد حتى اخر رمق
...منبر الفقراء وعناد حتى اخر رمق
ولد القائد عبد الله حامد ابو العطا (أبو العطا) في العاشر من آذار 1935 في حي غزة الشرقي المعروف باسم "الشجاعية"، ومنذ ان بلغ الثامنة عشر من عمره التحق بصفوف الحركة الشيوعية الفلسطينية وقدم حياته في سبيل معركة التحرر الوطني، لم تثنيه ملاحقات قوى الأمن المصري خلال الأعوام 1954 و 1957 بعد الفوز بمعارك إسقاط مشروع توطين اللاجئين في سيناء التي قادها الشهيد الشاعر معين بسيسو ولا ملاحقات الأمن المصري مابين الأعوام 61 – 1964 التي توقفت ضد الوطنيين الفلسطينيين فقط بالإعلان عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.
وبعد هزيمة جيوش أنظمة الاستبداد العربية عام 1967 كان احد ابرز المؤسسين للجبهة الوطنية التي خاضت الكفاح المسلح مابين السنوات 1967 - 1971 ويشهد له معاصروه بمساعيه ودعواته التي لم تتوقف (برغم أن أحدا لم ينصت له في حينه) لتوحيد جهود القوى الفلسطينية في الكفاح المسلح في إطار ائتلاف جبهوي لا يكون بديلا عن الشعب في المعركة بل يستند للشعب ويقوى بقوته وهو الكفاح الذي هزم شر هزيمة مع انتصاف العام 1971 بسبب طراوة التجربة والفوضى وعدم الوحدة والابتعاد عن الناس وقلة الموارد اللازمة وشراسة الهجوم الشامل الذي شنه ارئيل شارون ضد المناضلين مستفيدا من عزلة الكفاح المسلح عن الشعب بشكل رئيس.
كشفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الدور الذي يؤديه عبد الله ابو العطا أواخر العام 1968 فطورد على مدى عام ويزيد وهدمت بيته خلال هذه الفترة الى ان تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقاله عام 1970 وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات قضاها ما بين سجن غزة وكفار يونا وبئر السبع.
لم يتوقف أبو العطا يوما عن الكفاح ولم تضعف عزيمته ملاحقات المخابرات الإسرائيلية وبطشها فقد اعتقلته قوات الاحتلال 40 مرة بلغت في مجموعها 15 عاما وفترة الاعتقال الثانية الطويلة تلك التي قضاها في سجن النقب بعد ان اعتقل في السنة الأولى للانتفاضة الشعبية العارمة عام 1987 والتي كان احد قادتها ومهندسيها البارزين .
كان أبو العطا مناضلا صلبا ومخلصا لنهج السير على طريق التحرر الوطني وكان مثالا في المسعى من اجل الوحدة الوطنية فكان من ابرز مؤسسي القيادة الوطنية في قطاع غزة إلى جانب د.حيدر عبد الشافي وآخرين الذين قادوا ونجحوا في معركة إعادة الهيبة والاعتبار للحركة الجماهيرية ودورها في النضال الوطني خلال الثمانينات وكانت ثمرة ذلك الشروع بالانتفاض على نطاق الوطن كله.
قضى ابو العطا وهو الذي كان منبرا للفقراء عمالا وفلاحين وللقوى المهمشة في المخيمات وكان منبرا للخيار الديمقراطي وآمن بان على الشعب الفلسطيني الاعتماد على نفسه في نيل حريته لأن اية توقعات من العرب مرهونة بتغيير انظمة الاستبداد والقهر في البلدان العربية وان اسناد هذه الانظمة لثورة شعبنا رهن بالقدر الذي تتجه فيه هذه الانظمة نحو احترامها لشعوبها ونحو الديمقراطية في تعاملها مع مواطنيها ولم يحد عن هذه القناعة حتى قضى.
- ولد ابو العطا في العاشر من اذار 1935 في حي الشجاعية بمدينة غزة.
- التحق ابو العطا بالحركة الشيوعية الفلسطينية في قطاع عام 1953.
- هو احد مؤسسي الجبهة الوطنية في قطاع غزة ما بين عام 1967 – 1971.
- اضطر للعمل السري خلال الأعوام 1968 – 1970 وهدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بيته خلال فترة المطاردة.
- اعتقل عام 1970 وحوكم بالسجن لمدة عشرة اعوام وليس بين الاسرى الفلسطينيين من لا يذكر ويحدث عن قصص البطولة للفقيد ابو العطا في مواجهة السجانين.
- بعد خروجه من سجون الاحتلال عام 1980 وعلى الفور واحتراما لالتزام أخلاقي قطعه على نفسه عام 1977 في سجن بئر السبع في الغرفة (3 ) "الحتسير أ" بعدم التوقف عن الكفاح وفي اجتماع عقد في اواخر نيسان 1980 وبعد تشخيص معمق للقوى المحركة للثورة وتحليل صائب للبنية الاجتماعية للشعب الفلسطيني ومعرفة ما الت اليه اوضاع الفصائل الفلسطينية من ترد وتراجع وما منيت به من انكسارات وتحت ظلال شجرة زيتون في حقل جوار بيته الجديد وفيما كانت ام عماد رفيقة دربه وبطريقتها في تعبئة وتجنيد النساء الشجاعيات تراقب شوارع وطرق الحي وتحرس الاجتماع تقرر اعادة بناء الحركة الشيوعية الفلسطينية في قطاع غزة من جديد وتقرر اعادة الاعتبار للحركة الجماهيرية بالشروع في تنظيم وتعبئة الشعب ببناء مؤسساته الجماهيرية النقابية والمهنية والطلابية على ضوء ما تعرض له الكفاح المسلح من انكسارات وفشل، وتقرر ايضا العمل على ربط قطاع غزة مع الضفة الغربية تنظيميا وصدر للمرة الاولى في تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية وفي تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية وفي الاول من ايار 1980 بيان عكس وحدة الشيوعيين الفلسطينيين لاول مرة منذ العام 1948 باسم "التنظيم الشيوعي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة" وهو الامر الذي كان الاتحاد السوفييتي يعرقله ويحول دونه ويضع العراقيل امامه في اصرار غريب ضد فلسطنة الحركة الشيوعية. وكان لهذه الوحدة اثرها الايجابي وتطور هام ترك اثار بعيدة المدى على تطور وتحسين دور الحركة الشيوعية لفلسطينية في معارك التحرر الوطني والنضال الفلسطيني طوال العقدين الاخيرين من القرن الماضي في الثمانينات والتسعينات وليس هذا وحسب بل وترك ذلك اثارا ايجابية على مجمل عمل الفصائل الفلسطينية التي كانت ترفض باصرار عجيب وحدة العمل لكوادرها ما بين الضفة والقطاع وترفض الاستناد للجماهير مصرة على نهج العمل المسلح بالنيابة عن الناس، وشكلت انطلاقة الشيوعيين حافزا لكل الفصائل للشروع بالعمل والمنافسة على استقطاب الجمهور، وبعد عام من ذلك التاريخ شرعت حركة فتح بتأسيس حركة الشبيبة الطلابية في اواخر آذار وأوائل نيسان عام 1981 وكان احد مؤسسيها البارزين في حينه القائد الفتحاوي محمد دحلان، وتبعتها الفصائل الأخرى في الاتجاه نحو بناء علاقات مع الشعب وتعبئته في منظمات جماهيرية تخصها.
- قاد ابو العطا الى جانب رفاقه النقابيين اول معركة انتخابات للاتحاد العام لنقابات العمال بعد ان تكللت الجهود الكفاحية السرية بتعبئة قطاع العمال في نقاباتهم وبرغم اغلاق الاحتلال للطرق المؤدية الى مقر الاتحاد الكائن في حينه اول شارع عمر المختار من الشرق تمكن ابو العطا ورفاقه من تأمين وصول العمال من دروب سرية لصناديق الاقتراع عام 1981 الامر الذي اثار جنون المحتلين وقتئذ.
- شارك بفعالية الى جانب رفاقه في معركة تثبيت هوية وانتساب (25) الف مواطن من غزة شرع الاحتلال الاسرائيلي بترحيلهم الى سيناء تطبيقا لاتفاقيات كامب ديفد بحجة انهم يحملون بطاقات هوية كتب عليها رفح سيناء وهم ممن تم احصاءهم عام 67 في رفح المصرية حيث لجأ االآلاف من ابناء القطاع الى تلك المنطقة للاحتماء من الحرب حيث تم تجميع قوات الطوارئ الدولية واعتبر كل من تم احصائه هناك بانه مصري وليس فلسطيني، وتم الفوز بتلك المعركة باعادة المهجرين الى قطاع غزة ووقف تهجير وطرد من لم تتمكن اسرائيل من الوصول اليهم.
- شارك ابو العطا بفاعلية ونشاط في افشال مؤامرة ربط قطاع غزة باتحاد روابط القرى وكان له دور بارز في تحييد اتحاد المخاتير في غزة وكسب موقفه لصالح منظمة التحرير الفلسطينية واصدر اتحاد المخاتير بيانا بهذا الشأن وعمل ابو العطا مع رفاقه على تأمين برنامج سفر رئيس اتحاد المخاتير للخارج لمقابلة المرحوم الشهيد ابو جهاد لتنسيق التعاون في مواجهة المحتلين وهو امر قلة من يعرفونه حتى اللحظة لسوء الحظ ولكنها المسئولية التاريخية في ان نعيد ملء بعض الفراغات في الذاكرة الفلسطينية عن تلك الحقبة.
- ابو العطا هو احد القادة البارزين في تأسيس "القيادة الوطنية في قطاع غزة" التي رأسها المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي والتي قادت الكفاح الوطني التحرري واعادت الاعتبار للحركة الجماهيرية طوال عقد الثمانينات وتميزت بتجربتها الفريدة والمميزة في تاريخ النضال الوطني اذ لم تخرج تلك التجربة عما تأسست بموجبه وهو أن يكون ممثلوا القوى السياسية لا يزيد تمثيلهم عن الثلث في تشكيل بنيتها الاجتماعية والثلثين يتشكلون من المنظمات الأهلية والشعبية وقادة المجتمع المدني وتلك تجربة قل مثيلها ولم تستثمر للأسف من جانب الفصائل الفلسطينية بل وأدتها ودفعت ثمنا باهظا لتجاهلها التجربة وغناها الكفاحي، وقد استمرت "القيادة الوطنية في قطاع غزة" بعملها إلى أن تم حلها بقرار متسرع من قيادة الحزب الشيوعي بالاتفاق مع حركة فتح تحت ضغوط واعتبارات الحاجة للمال وغيرها ولا مجال لعرضها هنا وحلت محلها "القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة" باتفاق بين الفصائل الوطنية في منظمة التحرير كان الابرز في هندسة ذاك الاتفاق الشهيد المرحوم ابو جهاد في اذار عام 1988 وهي القيادة التي لم تضم ولو ممثلا واحدا من ممثلي المجتمع واقتصرت بنيتها على الفصائل الفلسطينية الامر الذي كان احد الاسباب في عزلتها عن الشعب وسهولة ضربها واعتفال شخوصها مرات متتالية واكثر من ذلك اصدار بيانات باسمها من قبل المحتلين بل وتم اختراقها احيانا.
- الفقيد ابو العطا هو احد ابرز الداعين والمؤسسين لبناء منظمات العمل الجماهيري ولجان الاحياء واللجان الشعبية ومنها لجان التموين ولجان الحراسة ولجان الصحة ولجان المساجد واللجان التطوعية ولجان الاحياء ومنظمات الشباب والنساء والمهنيين التي توج عملها بانتفاضة الشعب عام 1987 مستفيدة من حادث السير المروع الذي كان (الحادث رقم 16) ويخسر فيه القطاع هذا القدر من الضحايا العمال وهو الامر الذي اغفله المؤرخون وكتاب جميع المنظمات الفلسطينية وصحفيوها لعدم معرفتهم بحقيقة ما كان يجري على الارض ورأو من الاسهل لهم اعتبار ما جرى كما لو كان سحرا او لاسباب غيبية فعلت فعلها في اثارة الشعب دفعة واحدة للانتفاض ولم يكن سهلا على هؤلاء فهم كيف ان حادث سير اسفر عن اربعة ضحايا نجم عنه ما نجم وانه قد يقود لما آلت اليه الامور فيما كان ابو العطا ورفاقه في الواقع يطلعون الشعب يوميا ويسجلون في ذاكرته كل حادث يحدث باستخدام المنابر اللجان والمنظمات الشعبية المختلفة على امتداد القطاع وبالنشرات المتتالية الاسبوعية والشهرية او تلك التي تصدر عن مختلف المنظمات الاهلية ويرصدون كل ما يحدث الى ان جرى الحادث المروع وكان حادث السير هو الحادث السادس عشر بالتحديد الذي يقضي فيه اربعة عمال فلسطينيون جراء حوادث الدعس المتعمدة وبمقدورنا التصريح بمسئولية ان ابو العطا ورفاقه تمكنوا من اقناع الشعب بان ما يحدث للعمال عمل مدبر وممنهج تستباح بموجبه حياة العمال من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وهكذا لم يكن الحادث الا برهانا لما يتم تسجيله في ذاكرة الشعب. ولعل كل من كان على المقبرة يوم وداع الضحايا قبل الانتفاض يذكر من اعتلى على ظهر احد القبور وسط احتجاجات بعض المشايخ بتحريم الدوس على القبور عندما اخذ ابو صامد احد ابناء وتلاميذ ورفاق ابو العطا المخلصين وقد وهبه الله صوتا قل مثله يذكر المشيعين بالحوادث واحدا تلو الاخر مع ذكر تاريخ كل حادث دعس واليوم وفي أي ساعة وما نوع المركبة التي دعست العمال واستذكر اسماء الضحايا في كل حادث بما في ذلك اسم السائق المستوطن الذي ارتكب كل جرم من الجرائم وبعد ان بدا ان الرسالة وصلت لجميع المشيعين اختتم ابو صامد عايش عبيد التذكير بالحوادث الخمسة عشر السابقة للحادث باشعار منتقاة لمحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ومعين بسيسو وابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وبطريقة عجيبة مزج ابيات شعرية تخص هذا الشاعر مع ابات تخص غيره فالهب المشاعر فسارت الجموع خلفه من المقبرة باتجاه بركة ابو راشد ومن ثم الى الساحة امام مقر الحكم العسكري حيث جرت المواجهات الاولى وكان ما كان يوم الانتفاض المجيد في مخيم جباليا.
- كان ابو العطا وطنيا مخلصا لم تشغله الصغائر وحارب الفئوية والتعصب واسهم في اسناد مختلف القوى الوطنية ومن بينها فتح والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي (كان المجمع الاسلامي الذي ولدت في رحمه حماس في اذار 1988 حتى تلك اللحظة معاد لمنظمة التحرير وللحركة الوطنية ولا يشارك باي عمل كفاحي ضد الاحتلال) بالدعم والمشورة وبعضها كان له دور في المساهمة باعادة بناءها وتبصيرها باهمية تواصلها مع الجمهور ومن الهام الاشارة هنا وللتاريخ ان حركة الجهاد الاسلامي لم تأتلف يوما مع أي تنظيم يساري الا مع الحركة الشيوعية في قطاع غزة وبتأثير الوطنية المتدفقة لدى ابو العطا وكان كوادرها يكنون احتراما خاصا للفقيد ابو العطا وللدرجة ان ابناء وكوادر حركة الجهاد الاسلامي حملوا الفقيد ابو العطا على اكتافهم في مظاهرات الاحتجاج التي جرت قبيل الانتفاضة بقليل اثر اغتيال كوادر الجهاد الاسلامي.
- عاش وقضى ابو العطا وهو مقتنع بان أي حزب او تنظيم ايا كان يمد يده لغير ابناء شعبه سيدفع شعبه لقاء ذلك تنازلات سياسية على حساب طموح الشعب في الحرية وحق تقرير المصير، وكم حذر طوال حياته من ان مد اليد لاية جهات اخرى محلية او اقليمية سيكون وبالا على الشعب الفلسطيني، وليس على احد ان ينسى ان ابو العطا وحين كانت مهمة معينة تحتاج لبعض المال، كان يصر على ان يعود لشعبه الكريم ويرفض اللجوء لاية جهة سياسية محلية او خارجية، فيخرج لشارع عمر المختار الشارع الأبرز في مدينة غزة لجمع التبرعات من التجار من الشجاعية شرقا وصولا الى الميناء على البحر غربا، ولم يكن يعود بعوائد قليلة، كان التجار ومن بينهم المتدينين الذين يخالفونه رايه لكنهم كانوا يحبونه ويحترمونه ويثقون به ثقة لا حدود لها ويقدمون له ما يريد وقبل غيرهم فهم على معرفة بنظافة يده وعلى قناعة بان الرجل لا يبغي أي كسب شخصي وخبروه بتجربتهم عفيفا وشهما وكل ما يتدبره او يملكه مكرس في سبيل القضية الوطنية.
- ومنذ ان تم التأسيس لبناء السلطة الفلسطينية لم يحد ابو العطا عن القناعة والدعوة الى المزج بين مهمتين استكمال مهام التحرر الوطني والنجاح في مهمة التاسيس لنظام ديمقراطي ولم يتردد في توجيه النقد للفساد المالي والاداري الذي ميز عمل السلطة في السنوات الاولى لانشاءها ولم يتراجع عن الدعوة للتاسيس لنظام تعددي تحترم فيه الحريات العامة وتصان كرامة الشعب وكان قاسيا شجاعا في مواجهة صناع الفلتان الامني من القوى الظلامية المعادين للتقدم الاجتماعي والديمقراطية ومعادين لحق تقرير المصير باقامة الدولة الوطنية المستقلة...
- وخلال سنوات الاعتقال سواء في سجن غزة او كفار يونا او بئر السبع او النقب لعب ابو العطا دورًا قائدا في الصمود والتحدي داخل السجون وكان مدافعا عن حقوق الاسرى في مجال الصحة والطعام والمعاملة وحقهم في التعلم والقراءة وحقهم في التواصل مع العالم الخارجي وحقوقهم في الزيارة بصورة تحفظ الكرامة للاسير ولاهله وكان ناشطا في تبصير المعتقلين باهمية الفكر والثقافة واسهم في اصدار العديد من المجلات السرية داخل السجن خاصة في غزة وبئر السبع ، هذا الى جانب وقوفه الصلب في وجه السجانين اذ رفض يوما مصافحة احد مدراء السجون واسمه "تسيمح" الذي جاءه ليفاوضه بشان احد الاضرابات عن الطعام قائلا له بعد ان مد الاخير يده لمصافحة ابو العطا : "مين غشك وقلك انا باقبل اصافح يدين ملطخة بدم شعبي.. روح غاد قوللي ايش بدك من بعيد" وعدا عن ذلك كان من اشد المحاربين للفئوية والانقسام والعنف الداخلي الذي ساد في السجون في فترات معينة خاصة في السبعينات وشوه العلاقات بين الفصائل داخل الاسر فكان ابو العطا توحيديا ومصلحا يشهد له كل من عاش معه حياة السجن.
كان ابو العطا ابناً مخلصاً للشعب الفلسطيني ومناضلا وفياً للمبادئ والقيم التي اعتقد بها. احب العمال والفلاحين والفقراء من شعبنا وأحبوه.
- قضى عبد الله حامد أبو العطا يوم عيد الأضحى المبارك الموافق 27/11/2009 بعد صراع صعب مع المرض وبرحيله مني الشعب الفلسطيني وانصار الخيار الديمقراطي التقدمي في فلسطين والمنطقة العربية بخسارة مناضل قدم المثل في الثبات والمثابرة والصلابة والشجاعة النادرة في الدفاع عن قضايا شعبه ليس ضد الاحتلال الإسرائيلي وحسب، بل وضد عدوين للشعب بين ظهرانيه هما القوى الظلامية التي تختطف قطاع غزة الآن وضد القوى البيروقراطية والطفيلية التي استحوذت على النفوذ المالي والسياسي في السلطة الفلسطينية وأساءت استخدام السلطة.
وبعد هزيمة جيوش أنظمة الاستبداد العربية عام 1967 كان احد ابرز المؤسسين للجبهة الوطنية التي خاضت الكفاح المسلح مابين السنوات 1967 - 1971 ويشهد له معاصروه بمساعيه ودعواته التي لم تتوقف (برغم أن أحدا لم ينصت له في حينه) لتوحيد جهود القوى الفلسطينية في الكفاح المسلح في إطار ائتلاف جبهوي لا يكون بديلا عن الشعب في المعركة بل يستند للشعب ويقوى بقوته وهو الكفاح الذي هزم شر هزيمة مع انتصاف العام 1971 بسبب طراوة التجربة والفوضى وعدم الوحدة والابتعاد عن الناس وقلة الموارد اللازمة وشراسة الهجوم الشامل الذي شنه ارئيل شارون ضد المناضلين مستفيدا من عزلة الكفاح المسلح عن الشعب بشكل رئيس.
كشفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الدور الذي يؤديه عبد الله ابو العطا أواخر العام 1968 فطورد على مدى عام ويزيد وهدمت بيته خلال هذه الفترة الى ان تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقاله عام 1970 وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات قضاها ما بين سجن غزة وكفار يونا وبئر السبع.
لم يتوقف أبو العطا يوما عن الكفاح ولم تضعف عزيمته ملاحقات المخابرات الإسرائيلية وبطشها فقد اعتقلته قوات الاحتلال 40 مرة بلغت في مجموعها 15 عاما وفترة الاعتقال الثانية الطويلة تلك التي قضاها في سجن النقب بعد ان اعتقل في السنة الأولى للانتفاضة الشعبية العارمة عام 1987 والتي كان احد قادتها ومهندسيها البارزين .
كان أبو العطا مناضلا صلبا ومخلصا لنهج السير على طريق التحرر الوطني وكان مثالا في المسعى من اجل الوحدة الوطنية فكان من ابرز مؤسسي القيادة الوطنية في قطاع غزة إلى جانب د.حيدر عبد الشافي وآخرين الذين قادوا ونجحوا في معركة إعادة الهيبة والاعتبار للحركة الجماهيرية ودورها في النضال الوطني خلال الثمانينات وكانت ثمرة ذلك الشروع بالانتفاض على نطاق الوطن كله.
قضى ابو العطا وهو الذي كان منبرا للفقراء عمالا وفلاحين وللقوى المهمشة في المخيمات وكان منبرا للخيار الديمقراطي وآمن بان على الشعب الفلسطيني الاعتماد على نفسه في نيل حريته لأن اية توقعات من العرب مرهونة بتغيير انظمة الاستبداد والقهر في البلدان العربية وان اسناد هذه الانظمة لثورة شعبنا رهن بالقدر الذي تتجه فيه هذه الانظمة نحو احترامها لشعوبها ونحو الديمقراطية في تعاملها مع مواطنيها ولم يحد عن هذه القناعة حتى قضى.
- ولد ابو العطا في العاشر من اذار 1935 في حي الشجاعية بمدينة غزة.
- التحق ابو العطا بالحركة الشيوعية الفلسطينية في قطاع عام 1953.
- هو احد مؤسسي الجبهة الوطنية في قطاع غزة ما بين عام 1967 – 1971.
- اضطر للعمل السري خلال الأعوام 1968 – 1970 وهدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بيته خلال فترة المطاردة.
- اعتقل عام 1970 وحوكم بالسجن لمدة عشرة اعوام وليس بين الاسرى الفلسطينيين من لا يذكر ويحدث عن قصص البطولة للفقيد ابو العطا في مواجهة السجانين.
- بعد خروجه من سجون الاحتلال عام 1980 وعلى الفور واحتراما لالتزام أخلاقي قطعه على نفسه عام 1977 في سجن بئر السبع في الغرفة (3 ) "الحتسير أ" بعدم التوقف عن الكفاح وفي اجتماع عقد في اواخر نيسان 1980 وبعد تشخيص معمق للقوى المحركة للثورة وتحليل صائب للبنية الاجتماعية للشعب الفلسطيني ومعرفة ما الت اليه اوضاع الفصائل الفلسطينية من ترد وتراجع وما منيت به من انكسارات وتحت ظلال شجرة زيتون في حقل جوار بيته الجديد وفيما كانت ام عماد رفيقة دربه وبطريقتها في تعبئة وتجنيد النساء الشجاعيات تراقب شوارع وطرق الحي وتحرس الاجتماع تقرر اعادة بناء الحركة الشيوعية الفلسطينية في قطاع غزة من جديد وتقرر اعادة الاعتبار للحركة الجماهيرية بالشروع في تنظيم وتعبئة الشعب ببناء مؤسساته الجماهيرية النقابية والمهنية والطلابية على ضوء ما تعرض له الكفاح المسلح من انكسارات وفشل، وتقرر ايضا العمل على ربط قطاع غزة مع الضفة الغربية تنظيميا وصدر للمرة الاولى في تاريخ الحركة الشيوعية الفلسطينية وفي تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية وفي الاول من ايار 1980 بيان عكس وحدة الشيوعيين الفلسطينيين لاول مرة منذ العام 1948 باسم "التنظيم الشيوعي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة" وهو الامر الذي كان الاتحاد السوفييتي يعرقله ويحول دونه ويضع العراقيل امامه في اصرار غريب ضد فلسطنة الحركة الشيوعية. وكان لهذه الوحدة اثرها الايجابي وتطور هام ترك اثار بعيدة المدى على تطور وتحسين دور الحركة الشيوعية لفلسطينية في معارك التحرر الوطني والنضال الفلسطيني طوال العقدين الاخيرين من القرن الماضي في الثمانينات والتسعينات وليس هذا وحسب بل وترك ذلك اثارا ايجابية على مجمل عمل الفصائل الفلسطينية التي كانت ترفض باصرار عجيب وحدة العمل لكوادرها ما بين الضفة والقطاع وترفض الاستناد للجماهير مصرة على نهج العمل المسلح بالنيابة عن الناس، وشكلت انطلاقة الشيوعيين حافزا لكل الفصائل للشروع بالعمل والمنافسة على استقطاب الجمهور، وبعد عام من ذلك التاريخ شرعت حركة فتح بتأسيس حركة الشبيبة الطلابية في اواخر آذار وأوائل نيسان عام 1981 وكان احد مؤسسيها البارزين في حينه القائد الفتحاوي محمد دحلان، وتبعتها الفصائل الأخرى في الاتجاه نحو بناء علاقات مع الشعب وتعبئته في منظمات جماهيرية تخصها.
- قاد ابو العطا الى جانب رفاقه النقابيين اول معركة انتخابات للاتحاد العام لنقابات العمال بعد ان تكللت الجهود الكفاحية السرية بتعبئة قطاع العمال في نقاباتهم وبرغم اغلاق الاحتلال للطرق المؤدية الى مقر الاتحاد الكائن في حينه اول شارع عمر المختار من الشرق تمكن ابو العطا ورفاقه من تأمين وصول العمال من دروب سرية لصناديق الاقتراع عام 1981 الامر الذي اثار جنون المحتلين وقتئذ.
- شارك بفعالية الى جانب رفاقه في معركة تثبيت هوية وانتساب (25) الف مواطن من غزة شرع الاحتلال الاسرائيلي بترحيلهم الى سيناء تطبيقا لاتفاقيات كامب ديفد بحجة انهم يحملون بطاقات هوية كتب عليها رفح سيناء وهم ممن تم احصاءهم عام 67 في رفح المصرية حيث لجأ االآلاف من ابناء القطاع الى تلك المنطقة للاحتماء من الحرب حيث تم تجميع قوات الطوارئ الدولية واعتبر كل من تم احصائه هناك بانه مصري وليس فلسطيني، وتم الفوز بتلك المعركة باعادة المهجرين الى قطاع غزة ووقف تهجير وطرد من لم تتمكن اسرائيل من الوصول اليهم.
- شارك ابو العطا بفاعلية ونشاط في افشال مؤامرة ربط قطاع غزة باتحاد روابط القرى وكان له دور بارز في تحييد اتحاد المخاتير في غزة وكسب موقفه لصالح منظمة التحرير الفلسطينية واصدر اتحاد المخاتير بيانا بهذا الشأن وعمل ابو العطا مع رفاقه على تأمين برنامج سفر رئيس اتحاد المخاتير للخارج لمقابلة المرحوم الشهيد ابو جهاد لتنسيق التعاون في مواجهة المحتلين وهو امر قلة من يعرفونه حتى اللحظة لسوء الحظ ولكنها المسئولية التاريخية في ان نعيد ملء بعض الفراغات في الذاكرة الفلسطينية عن تلك الحقبة.
- ابو العطا هو احد القادة البارزين في تأسيس "القيادة الوطنية في قطاع غزة" التي رأسها المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي والتي قادت الكفاح الوطني التحرري واعادت الاعتبار للحركة الجماهيرية طوال عقد الثمانينات وتميزت بتجربتها الفريدة والمميزة في تاريخ النضال الوطني اذ لم تخرج تلك التجربة عما تأسست بموجبه وهو أن يكون ممثلوا القوى السياسية لا يزيد تمثيلهم عن الثلث في تشكيل بنيتها الاجتماعية والثلثين يتشكلون من المنظمات الأهلية والشعبية وقادة المجتمع المدني وتلك تجربة قل مثيلها ولم تستثمر للأسف من جانب الفصائل الفلسطينية بل وأدتها ودفعت ثمنا باهظا لتجاهلها التجربة وغناها الكفاحي، وقد استمرت "القيادة الوطنية في قطاع غزة" بعملها إلى أن تم حلها بقرار متسرع من قيادة الحزب الشيوعي بالاتفاق مع حركة فتح تحت ضغوط واعتبارات الحاجة للمال وغيرها ولا مجال لعرضها هنا وحلت محلها "القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة" باتفاق بين الفصائل الوطنية في منظمة التحرير كان الابرز في هندسة ذاك الاتفاق الشهيد المرحوم ابو جهاد في اذار عام 1988 وهي القيادة التي لم تضم ولو ممثلا واحدا من ممثلي المجتمع واقتصرت بنيتها على الفصائل الفلسطينية الامر الذي كان احد الاسباب في عزلتها عن الشعب وسهولة ضربها واعتفال شخوصها مرات متتالية واكثر من ذلك اصدار بيانات باسمها من قبل المحتلين بل وتم اختراقها احيانا.
- الفقيد ابو العطا هو احد ابرز الداعين والمؤسسين لبناء منظمات العمل الجماهيري ولجان الاحياء واللجان الشعبية ومنها لجان التموين ولجان الحراسة ولجان الصحة ولجان المساجد واللجان التطوعية ولجان الاحياء ومنظمات الشباب والنساء والمهنيين التي توج عملها بانتفاضة الشعب عام 1987 مستفيدة من حادث السير المروع الذي كان (الحادث رقم 16) ويخسر فيه القطاع هذا القدر من الضحايا العمال وهو الامر الذي اغفله المؤرخون وكتاب جميع المنظمات الفلسطينية وصحفيوها لعدم معرفتهم بحقيقة ما كان يجري على الارض ورأو من الاسهل لهم اعتبار ما جرى كما لو كان سحرا او لاسباب غيبية فعلت فعلها في اثارة الشعب دفعة واحدة للانتفاض ولم يكن سهلا على هؤلاء فهم كيف ان حادث سير اسفر عن اربعة ضحايا نجم عنه ما نجم وانه قد يقود لما آلت اليه الامور فيما كان ابو العطا ورفاقه في الواقع يطلعون الشعب يوميا ويسجلون في ذاكرته كل حادث يحدث باستخدام المنابر اللجان والمنظمات الشعبية المختلفة على امتداد القطاع وبالنشرات المتتالية الاسبوعية والشهرية او تلك التي تصدر عن مختلف المنظمات الاهلية ويرصدون كل ما يحدث الى ان جرى الحادث المروع وكان حادث السير هو الحادث السادس عشر بالتحديد الذي يقضي فيه اربعة عمال فلسطينيون جراء حوادث الدعس المتعمدة وبمقدورنا التصريح بمسئولية ان ابو العطا ورفاقه تمكنوا من اقناع الشعب بان ما يحدث للعمال عمل مدبر وممنهج تستباح بموجبه حياة العمال من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وهكذا لم يكن الحادث الا برهانا لما يتم تسجيله في ذاكرة الشعب. ولعل كل من كان على المقبرة يوم وداع الضحايا قبل الانتفاض يذكر من اعتلى على ظهر احد القبور وسط احتجاجات بعض المشايخ بتحريم الدوس على القبور عندما اخذ ابو صامد احد ابناء وتلاميذ ورفاق ابو العطا المخلصين وقد وهبه الله صوتا قل مثله يذكر المشيعين بالحوادث واحدا تلو الاخر مع ذكر تاريخ كل حادث دعس واليوم وفي أي ساعة وما نوع المركبة التي دعست العمال واستذكر اسماء الضحايا في كل حادث بما في ذلك اسم السائق المستوطن الذي ارتكب كل جرم من الجرائم وبعد ان بدا ان الرسالة وصلت لجميع المشيعين اختتم ابو صامد عايش عبيد التذكير بالحوادث الخمسة عشر السابقة للحادث باشعار منتقاة لمحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ومعين بسيسو وابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وبطريقة عجيبة مزج ابيات شعرية تخص هذا الشاعر مع ابات تخص غيره فالهب المشاعر فسارت الجموع خلفه من المقبرة باتجاه بركة ابو راشد ومن ثم الى الساحة امام مقر الحكم العسكري حيث جرت المواجهات الاولى وكان ما كان يوم الانتفاض المجيد في مخيم جباليا.
- كان ابو العطا وطنيا مخلصا لم تشغله الصغائر وحارب الفئوية والتعصب واسهم في اسناد مختلف القوى الوطنية ومن بينها فتح والجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي (كان المجمع الاسلامي الذي ولدت في رحمه حماس في اذار 1988 حتى تلك اللحظة معاد لمنظمة التحرير وللحركة الوطنية ولا يشارك باي عمل كفاحي ضد الاحتلال) بالدعم والمشورة وبعضها كان له دور في المساهمة باعادة بناءها وتبصيرها باهمية تواصلها مع الجمهور ومن الهام الاشارة هنا وللتاريخ ان حركة الجهاد الاسلامي لم تأتلف يوما مع أي تنظيم يساري الا مع الحركة الشيوعية في قطاع غزة وبتأثير الوطنية المتدفقة لدى ابو العطا وكان كوادرها يكنون احتراما خاصا للفقيد ابو العطا وللدرجة ان ابناء وكوادر حركة الجهاد الاسلامي حملوا الفقيد ابو العطا على اكتافهم في مظاهرات الاحتجاج التي جرت قبيل الانتفاضة بقليل اثر اغتيال كوادر الجهاد الاسلامي.
- عاش وقضى ابو العطا وهو مقتنع بان أي حزب او تنظيم ايا كان يمد يده لغير ابناء شعبه سيدفع شعبه لقاء ذلك تنازلات سياسية على حساب طموح الشعب في الحرية وحق تقرير المصير، وكم حذر طوال حياته من ان مد اليد لاية جهات اخرى محلية او اقليمية سيكون وبالا على الشعب الفلسطيني، وليس على احد ان ينسى ان ابو العطا وحين كانت مهمة معينة تحتاج لبعض المال، كان يصر على ان يعود لشعبه الكريم ويرفض اللجوء لاية جهة سياسية محلية او خارجية، فيخرج لشارع عمر المختار الشارع الأبرز في مدينة غزة لجمع التبرعات من التجار من الشجاعية شرقا وصولا الى الميناء على البحر غربا، ولم يكن يعود بعوائد قليلة، كان التجار ومن بينهم المتدينين الذين يخالفونه رايه لكنهم كانوا يحبونه ويحترمونه ويثقون به ثقة لا حدود لها ويقدمون له ما يريد وقبل غيرهم فهم على معرفة بنظافة يده وعلى قناعة بان الرجل لا يبغي أي كسب شخصي وخبروه بتجربتهم عفيفا وشهما وكل ما يتدبره او يملكه مكرس في سبيل القضية الوطنية.
- ومنذ ان تم التأسيس لبناء السلطة الفلسطينية لم يحد ابو العطا عن القناعة والدعوة الى المزج بين مهمتين استكمال مهام التحرر الوطني والنجاح في مهمة التاسيس لنظام ديمقراطي ولم يتردد في توجيه النقد للفساد المالي والاداري الذي ميز عمل السلطة في السنوات الاولى لانشاءها ولم يتراجع عن الدعوة للتاسيس لنظام تعددي تحترم فيه الحريات العامة وتصان كرامة الشعب وكان قاسيا شجاعا في مواجهة صناع الفلتان الامني من القوى الظلامية المعادين للتقدم الاجتماعي والديمقراطية ومعادين لحق تقرير المصير باقامة الدولة الوطنية المستقلة...
- وخلال سنوات الاعتقال سواء في سجن غزة او كفار يونا او بئر السبع او النقب لعب ابو العطا دورًا قائدا في الصمود والتحدي داخل السجون وكان مدافعا عن حقوق الاسرى في مجال الصحة والطعام والمعاملة وحقهم في التعلم والقراءة وحقهم في التواصل مع العالم الخارجي وحقوقهم في الزيارة بصورة تحفظ الكرامة للاسير ولاهله وكان ناشطا في تبصير المعتقلين باهمية الفكر والثقافة واسهم في اصدار العديد من المجلات السرية داخل السجن خاصة في غزة وبئر السبع ، هذا الى جانب وقوفه الصلب في وجه السجانين اذ رفض يوما مصافحة احد مدراء السجون واسمه "تسيمح" الذي جاءه ليفاوضه بشان احد الاضرابات عن الطعام قائلا له بعد ان مد الاخير يده لمصافحة ابو العطا : "مين غشك وقلك انا باقبل اصافح يدين ملطخة بدم شعبي.. روح غاد قوللي ايش بدك من بعيد" وعدا عن ذلك كان من اشد المحاربين للفئوية والانقسام والعنف الداخلي الذي ساد في السجون في فترات معينة خاصة في السبعينات وشوه العلاقات بين الفصائل داخل الاسر فكان ابو العطا توحيديا ومصلحا يشهد له كل من عاش معه حياة السجن.
كان ابو العطا ابناً مخلصاً للشعب الفلسطيني ومناضلا وفياً للمبادئ والقيم التي اعتقد بها. احب العمال والفلاحين والفقراء من شعبنا وأحبوه.
- قضى عبد الله حامد أبو العطا يوم عيد الأضحى المبارك الموافق 27/11/2009 بعد صراع صعب مع المرض وبرحيله مني الشعب الفلسطيني وانصار الخيار الديمقراطي التقدمي في فلسطين والمنطقة العربية بخسارة مناضل قدم المثل في الثبات والمثابرة والصلابة والشجاعة النادرة في الدفاع عن قضايا شعبه ليس ضد الاحتلال الإسرائيلي وحسب، بل وضد عدوين للشعب بين ظهرانيه هما القوى الظلامية التي تختطف قطاع غزة الآن وضد القوى البيروقراطية والطفيلية التي استحوذت على النفوذ المالي والسياسي في السلطة الفلسطينية وأساءت استخدام السلطة.
» الحزب الشيوعي المصري يخرج للعلن بعد 90 عاماً من الحظر
» حزب الشعب يهنىء الطبقة العاملة الفلسطينية بعيد العمال العالمي
» هل يهمكم نجاح المنتدى ... إذا ادخلوا هنا وخذوا بعض الإرشادات.
» حزب الشعب يهنئ الطوائف المسيحية بحلول الاعياد المجيدة
» الصالحي: كل التحية للشعب المصري ومن اجل تعزيز الارادة الشعبية الفلسطينية
» حزب الشعب: الصمود السياسي واستخلاص العبر كفيل بحماية منظمة التحرير الفلسطينية
» عميره: ما نشر عني حول وثائق الجزيرة جاء مجتزءا ولم يغط جميع جوانبه
» عميره لــ " الاتحاد ":لو كان توجه "الجزيرة" حياديًا لما تم عرضه بهذه الطريقة المسيئة للشعب الفلسطيني