عيد العمال العالمي//كلمة ابو صطيف / عضو اللجنة المركزية

كلمة ابو صطيف / عضو اللجنة المركزية
في الاول من ايار






عيد العمال العالمي


يا جماهير شعبنا العظيم
يا عمالنا البواسل

ونحن اذ نحتفل اليوم واياكم بيوم العمال العالمي فاننا نؤكد على انتمائنا العميق لرسالته التاريخية في الكفاح ضد العبودية والاستبداد وكافة اشكال الظلم والهيمنة والاستعمار . هذه الرسالة التي اصبحت مصدر الهام كفاحي في مسيرة الشعوب نحو انعتاقها وتحررها الوطني والاجتماعي ، كما اصبح الاول من ايار تجسيدا لهموم وطموحات وتطلعات كافة الفئات والطبقات المظلومة والمقهورة والمهمشة وعنوانا لوحدتها . ويتجدد الاول من ايار عاما بعد عام وتزداد معه شعلة الكفاح الشعبي اتقادا واتساعا نافظة ومزيلة لكل غبار الاوهام والتضليل التي الصقتها ماكينة الدعاية الرأسمالية بدولها وشركاتها الضخمة ، وما الانتصارات المظفرة لقوى التقدم واليسار في امريكا اللاتينية وفي العديد من بقاع العالم والازمة الاقتصادية الراهنة وخصوصا ازمة الغذاء العالمية والتي اوقعت مئات الملايين من البشر في براثن الجوع وتنذر بكارثة انسانية شاملة ، لخير دليل على الازمة العميقة التي تعيشها الرأسمالية العالمية وسياساتها العولمية التدميرية ودخولها في بداية مرحلة الانكفاء على الذات والاحتضار كمقدمة لتراجعها التاريخي لصالح نمط اقتصادي واجتماعي انساني وعادل خال من كافة مظاهر الظلم والقهر والتمييز والاغتراب، تتحقق فيه قيمة الانسان كمقياس حقيقي لكل الاشياء.
ويستلهم عمالنا وفلاحينا وكافة الشغيلة والكادحين في هذا الوطن من هذا اليوم المزيد من الصمود والتحدي والاصرار على مواجهة الطوفان والتجذر في هذا الوطن وهذه الارض الطيبه عنوانا لديمومة اصالتنا ووجودنا ومصدرا متجددا لعنفوان نضالنا في مواجهة انياب الموت والدمار لقوى الظلام والعنصريه في اسرائيل، والتي اقتلعت الشجر وطحنت الحجر ومزقت الانسان جسديا ونفسيا، وشيدت جدار الفصل العنصري كعنوان ابرز لليبراليه الجديده ولحضارة ( الكاوبوي ) سافكي دم العمال في شيكاغو وقتلة الاطفال والشيوخ والنساء في بيت حانون ومخيم جنين ورفح وصبرا وشاتيلا، وسارقي لقمة الخبز من افواه اطفال افريقيا وامريكا اللاتينيه وزارعي الموت والخراب والدمار في العراق والنافثين بفضلاتهم وسمومهم النوويه والكيميائيه والجرثوميه في جوف الارض وفضائها. كما ويأتي هذا الاحتفال على شرف الاول من ايار في ظل تصاعد الهجمة الاسرائيلية الامريكية ضد الوجود المادي والسياسي والوطني للشعب الفلسطيني بأكمله وتواصل العدوان الدموي و التدميري ضد الحجر والشجر وكل ما هو نابض بالحياة في هذا الوطن، والاصرار الاحتلالي المدعوم امريكيا على التنكر الكامل لقرارات الشرعية الدولية التي كفلت لشعبنا حقه في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة `ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس. ان الهستيريا العدوانية للادارة الامريكية وذراعها الدموي في المنطقة اسرائيل تكشف حقيقة وروح العولمة الرأسمالية الامريكية واهداف مشاريعها السياسية والاقتصادية والمجتمعية التي يجري التبشير بها بوجه مخملي وعناوين براقة .

جماهير شعبنا
نستقبل الاول من ايار يوما نضاليا وعنوانا ورمزا للترابط الكفاحي العميق بين التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي وحاضنا للتوأمة الموضوعية بين هذين البعدين في النضال الوطني الفلسطيني، وللتأكيد ايضا على ضرورة الترابط والتلاحم بينهما ، باعتبار ذلك مؤشرا هاما على مستوى القدرة على حشد الطاقات الشعبية والوطنية وتفعيلها في عملية الصراع الجارية ضد الاحتلال بتعقيداتها واوجهها المختلفة والحجم الهائل لطاقات وامكانات القوى المشاركة فيها.
كما ويأتي هذا اليوم الكفاحي في ظل اوضاع فلسطينية بالغة التعقيد والصعوبة وخصوصا في ظل استمرار وتفاقم حالة الانقسام الداخلي وتداعياتها الخطيرة على وجود المشروع الوطني ومضمونه التحرري والتي تدفع بالشأن الفلسطيني والقضية بشكل عام نحو المزيد من الارتهان بالاجندات الخارجية واختزال الوطن الفلسطيني الى مجرد ملحق ديمغرافي وسكاني في اطار معادلة وصراع المصالح في الملعب الاقليمي والدولي والى مستنبت للعمالة الرخيصة لدى الشركات الرأسمالية الدولية . لذلك فان الاولوية القصوى والمباشرة امام كافة القوى السياسية والمجتمعية والديمقراطية الفلسطينية وامام كافة قطاعات الشعب الفلسطيني ، تتمثل في العمل الجاد والفوري لاستعادة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الشرعية الفلسطينية المرتكزة على وحدة الشعب والوطن والهوية وتعزيزها وتقويتها وذلك من خلال العودة بالاوضاع في قطاع غزة الى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران 2007 وتشكيل حكومة انتقالية متوافق عليها تحضر لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة ، الى جانب تطوير وتفعيل مؤسسات م.ت.ف بمشاركة جميع الوان الطيف السياسي الفلسطيني، كل ذلك في اطار اعادة تموضع كافة القوى والاطراف على قاعدة الحوار الوطني الشامل والاحتكام للشعب الفلسطيني باعتباره صاحب الشأن الوحيد والمصدر الاساسي للشرعية، واعادة رؤية المستقبل والمصير الفلسطيني من خلال فضاء المصالح العليا للشعب الفلسطيني .
ونحن في هذا اليوم الكفاحي نتوجه بدعوة الجميع في هذا الوطن لتوسيع وتعزيز التواصل وتعميقة مع الجماهير العاملة الفلسطينية في كافة القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية..الخ واعادة تجذير هذه العلاقة وتأطيرها ، وتعظيم مكانة الجماهير العاملة والمسحوقة وحمايتها من الانكشاف والفقر والجوع وتعزيز صمودها ، لانها ما زالت القادرة على السير بالعمل الكفاحي من اجل التحرر والاستقلال وبناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والتقدم حتى نهايته المظفرة.
ليكن الاول من ايار حافزا لنا جميعا لاعادة الوحدة والتماسك لشعبنا وقضيتنا ووطننا لانها الاداة الموثوقة للحفاظ على مكانة وحيوية مشروعنا الوطني والديمقراطي وتحقيق مطالبنا وحقوقنا الوطنية وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الديمقراطية كاملة السيادة و ذات المضمون الاجتماعي التقدمي حيث تتفكك في ظلها وتنتهي كافة مظاهر الاغتراب المزمن الذي يعيشه شعبنا.
ونؤكد في هذا اليوم على ثقتنا بان ارادة التماسك والصمود والكفاح لدى شعبنا قادرة على مواجهة سياسات الاحتلال وحلفائه الدوليين، الهادفة الى اقصاء شعبنا سياسيا ووطنيا وتدمير واقتلاع اسس وجوده.

فكل التقدير والاحترام لكم ولابناء شعبنا في الريف الفلسطيني الصامد والذي يواجه يوميا الانياب الدموية للبلدوزر الاستيطاني ، فلهم ولكل ابناء شعبنا في المدن والمخيمات والبوادي، نقول بصمودكم ووحدتكم وكبريائكم الذي يعانق عنان السماء ، لنا الغد الاتي وحتما سننتصر.

عاش الاول من ايار
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والحرية لاسرانا البواسل