مفابلة مع خالد منصور عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب

مقابلة صحفية
مع خالد منصور-- عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني-- بمناسبة ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني

1. أين يقف حزب الشعب حاليا بعد سنوات على انطلاقته؟

أولا من المهم التوضيح في البداية أن تاريخ حزب الشعب هو امتداد لتاريخ الشيوعيين الفلسطينيين-- الذي بدا في العام 1919-- وما ذكرى 10 شباط 1982 إلا محطة من محطات تاريخ حزب، يمكن القول انه الأعرق بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
وثانيا لقد مر الحزب عبر تاريخه الطويل، بمراحل مختلفة من حيث القوة والنفوذ، حيث لعب في مراحل هامة من تاريخ النضال الوطني الفلسطيني دورا كبيرا في الحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني ( البقاء على الأرض ) وفي تعزيز صموده، وفي المقاومة الشعبية التي كان ينادي بها منذ وقت مبكر-- كشكل نضالي ملائم للأوضاع الفلسطينية، وقادر على حشد الجماهير، وعلى حشد التأييد والتعاطف الدولي، ويقلل إلى درجة كبيرة من خسائر الشعب الفلسطيني..
وقد امتلك حزب الشعب الفلسطيني الجرأة الكافية لطرح البرنامج السياسي الأكثر واقعية على الساحة الفلسطينية منذ وقت مبكر، ذلك البرنامج الذي أصبح اليوم هو برنامج منظمة التحرير الفلسطينية-- التي كان الحزب في طليعة القوى التي عملت على تكريسها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة في بداية سنوات السبعينات من القرن الماضي-- ومن خلال إيمان الحزب بالمقاومة الشعبية أسهم إلى درجة كبيرة في تعظيم الحركة الشعبية من خلال بنائه الأطر واللجان والنقابات والاتحادات الشعبية.. وكذلك من خلال مبادرته ببناء العديد من المؤسسات الأهلية، التي تعتبر اليوم اكبر وانجح المؤسسات الأهلية العاملة في خدمة الجماهير..
لكن الحزب وعبر تاريخه الطويل، تعرض لعواصف وحملات وضغوطات شتى، بدء من حظره والزج بقياداته في السجون والمنافي، وانتهاء بالحصار المالي.. كما وتعرض وبسبب جرأته السياسية إلى حملات تحريض وتشويه واتهامات، رعتها الدوائر الاستعمارية أحيانا، وأنظمة الحكم العربية أحيانا أخرى، وانجرفت وراء هذه الحملات ولأسباب فئوية في بعض المراحل-- قوى فلسطينية .. لكن هذا الحزب صمد صمودا أسطوريا، حتى تمكن من الحصول على الاعتراف به وبدوره ونضالاته، وبالتالي تمكن من الحصول على التمثيل في كافة مؤسسات منظمة التحرير، وأخيرا تمكن من الحصول على تمثيل في المجلس التشريعي الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع..
والحزب وبعد أن تخطى عواصف التغيير الدولية التي أطاحت بالمنظومة الاشتراكية، استطاع أن يوطن أفكاره وتقليل تأثيرات تلك التغييرات.. وهو يقف اليوم على تاريخ نضالي حافل بالتجارب والخبرات، وله رصيد جماهيري جيد يمكن له أن يزيد في اتساعه.. كما وانه يحظى بثقة عالية بين الجماهير كحزب للصدق السياسي، ويتمتع بدرجة كبيرة بالمصداقية في علاقاته مع الجماهير وفي ثباته على البرامج.. وللحقيقة فان الأزمة التي تمر بها كافة أطراف الحركة الوطنية تؤثر أيضا وبشكل كبير على الحزب، الأمر الذي دفعه للدعوة إلى عقد مؤتمره العام الرابع، ليكون أداة لتجديد القيادات، وتقييم التجارب، ونقد الأخطاء، ووضع البرامج النضالية المناسبة للعمل في المرحلة الحالية.. وهو يسعى بشكل جدي وحثيث لبناء جبهة اليسار الفلسطيني-- على طريق حزب اليسار الموحد-- ليشكل العنوان النضالي البديل الذي تتجه إليه الجماهير، الرافضة لحالة الانقسام الحالية وللمتسببين بها.

2. كيف ينظر الحزب للوضع الفلسطيني العام في ظل حالة الانقسام؟

ينظر حزب الشعب الفلسطيني إلى الوضع الفلسطيني الحالي بأنه خطير جدا-- بما لا يقاس بالمراحل السابقة-- الأمر الذي يضعف من قوة الشعب والقيادة على الصمود بوجه التحديات والمخططات الإسرائيلية، التي تستغل الانقسام من جهة وتعززه من جهة أخرى، كي تكسب الوقت لاستكمال مخططها في مصادرة المزيد من الأراضي وتهويدها، وخاصة في مدينة القدس، وتستكمل بناء جدار الضم والفصل العنصري، الذي تخطط كي يكون حدودا لدولتنا التي تتحدث عنها هي ومعها الإدارة الأمريكية.. وخطورة هذا الوضع ناجمة عن حالة الإحباط وضياع الأفق، الذي تعاني منه الجماهير الفلسطينية، والتي وبدلا من خوض المعارك مع الاحتلال-- تنشغل بالأفعال وردود الأفعال لطرفي الصراع الداخلي، وبالتالي تحيد بوصلة النضال عن وجهتها الحقيقية التي يجب أن تكون في مواجهة المحتلين..
إن حالة الانقسام تحول الموضوع الفلسطيني برمته إلى ورقة تحاول القوى الإقليمية والدولية استخدامها والتلاعب بها.. وهي حالة تضعف من قدرة أصدقاء وأنصار الشعب الفلسطيني على تقديم الدعم والتعاطف معه..
ومن المتوقع أن تستمر الأوضاع الفلسطينية على حالها الراهن لمدة أطول، كون الخلافات السياسية آخذة بالتعمق أكثر فأكثر، وخصوصا في موضوع استئناف العملية التفاوضية.. وسبب آخر يدعو للاعتقاد بإطالة عمر الأزمة، هو عدم وجود بديل آخر للطرفين المتصارعين على الساحة الفلسطينية-- بديل يسحب البساط من تحت أقدامهما، ويهدد بحرمانهما من قواعدهما الجماهيرية.

3. ما مخاطر استمرار الحالة الفلسطينية الراهنة؟
إن استمرار حالة الانقسام الحالية على الساحة الفلسطينية يحمل في طياته العديد من المخاطر
• تكريس التمزق بين جناحي الوطن، بحيث تتكون دويلتان واحدة في غزة والأخرى في الضفة.. دويلتان ضعيفتان هزيلتان، وجودهما يفتح آفاقا واسعة لعودة الخيارات المصرية والأردنية، ويقضي على حلم الجماهير الفلسطينية الدائم، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
• استمرار حالة الانقسام يضعف من قدرة الرئيس أبو مازن على مواجهة الضغوط التي توجهها إليه كلا من إسرائيل والولايات المتحدة، وتحرمه من امتلاك القوة اللازمة في مواجهة الإسرائيليين في عملية التفاوض الجارية.
• استمرار الانقسام يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم، ويسهل لها تنفيذ مخططاتها العدوانية بدون مقاومة فلسطينية جدية.. وأخطرها ما يلوح به باراك منذ زمن باجتياح قطاع غزة كاملا، ذلك الاجتياح الذي يعني إغراق غزة ببحر من الدماء الفلسطينية.
• استمرار الانقسام يعرض النسيج المجتمعي الفلسطيني إلى مزيد من التهتك.. وتعميق الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد.
• استمرار الانقسام والصراع يهدد بالمساس أكثر بحقوق الإنسان وبالحريات العامة والخاصة.
• استمرار الانقسام يقضي على المؤسسة التشريعية الفلسطينية.. بعد أن شلها.. وهي المؤسسة التي تراقب وتقوم بمساءلة السلطات التنفيذية.

4. من يتحمل ما آلت إليه الأحوال الفلسطيني؟
إن حالة الانقسام الحالية ليست وليدة لحظة ولا يمكن تحميل نتائج الانتخابات المسئولية عنها رغم أنها ( أي نتائج الانتخابات ) سرعت بحصولها وتفاقمها.. فالذي يتحمل المسئولية في المقام الأول هي الثقافة التي كرستها مختلف القوى الفلسطينية التي تتسم بالفئوية والتي تغلغلت بين قواعد وجماهير التنظيمات وتقوم على رفض الغير وعدم القبول بالخلاف واللجوء إلى العنف كأداة لحل كل الخلافات وحتى السياسية منها.. وهي ثقافة العنف الذي تم تعبئة الجماهير به طوال عشرات السنين وعندما لم تجد هذه التنظيمات طريقا لتوجيهه ضد العدو المحتل انفجر فيها واستخدمته في الشأن الداخلي.. كذلك هشاشة مفهوم الديمقراطية الذي يقبل بها كلعبة دون القبول بنتائجها من جهة أو الانقضاض عليها عندما تتعارض مع المصالح أو تستنفذ الغاية منها .
كما وتتحمل المعالجات الخاطئة للازمات، التي نشبت ما بين حركتي فتح وحماس مسئولية كبيرة، إذ أن كل المعالجات السابقة لم تكن أكثر من محاولات للتقاسم الوظيفي والسياسي الثنائي لكعكة الحكم وامتيازاته، مع إصرار طرفي الصراع على أن يكون الحل دائما ثنائيا بينهما، وتهميش دور باقي أطراف الحركة الوطنية.
ولا يمكن نفي التأثيرات الكبيرة للمحاور الإقليمية، التي سعرت الخلاف، وحالت في أحيان كثيرة دون التوصل إلى اتفاق فلسطيني فلسطيني.


5. كيف يمكن إسدال الستار عن التشرذم والانقسام الفلسطيني؟

يمكن إسدال الستار على المشهد الحالي الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، من خلال حوار فلسطيني جدي وشامل، تشارك به مختلف القوى الفلسطينية، وبرعاية عربية، تطرح فيه مختلف القضايا، ويتم فيه تدعيم الأسس الديمقراطية التي يقوم عليها النظام السياسي الفلسطيني، وتتفق فيه كافة القوى على إلزامية احترام النظام الديمقراطي..
إن من شان هذا الحوار أن يشكل حاضنة لبحث كافة قضايا الخلاف وكل مطالب الفرقاء.. لكن الشروع بالحوار بحاجة إلى ممهدات، ويتطلب من حركة حماس التراجع عما أقدمت عليه، وأسمته بالخطوة الاضطرارية، باستيلائها على مقرات الأمن ورموز السيادة، وفرض سيطرتها الكاملة على قطاع غزة.. إن تراجع حماس يمهد الطريق للحوار المطلوب.. ولكن هذا التراجع يتطلب تدخل وسطاء عرب، يقنعون حماس بضرورة الإقدام على الخطوة المطلوبة، ويحذرونها من عواقب استمرار الخلاف عليها وعلى الوضع الفلسطيني.. ويعطيها الضمانات بان يشمل الحوار الفلسطيني عند بدئه كل الملفات، ويناقش كل مطالبها... ومن اجل حصول كل ذلك.. لابد لطرفي الصراع من وقف الحرب الإعلامية الدائرة - حرب البيانات والاتهامات المتبادلة- وكذلك وقف كل الممارسات القمعية، التي تنتهك الحريات العامة والخاصة.

6. ما خطة الحزب للمرحلة المقبلة وطريقة تعاطيه معها؟
تتضمن خطة الحزب العمل على تعزيز الصمود وإرساء دعائم الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومواصلة العمل وبذل الجهود لتطوير العمل الوحدوي الوطني، والارتقاء به إلى مراتب أرفع وأعلى من خلال التركيز على مهمتين متلازمتين، وهما-- تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية-- والحفاظ على برنامجها السياسي وبوصلتها الكفاحية، وكذلك بالسعي الحثيث والجاد من أجل وحدة عمل التيار الوطني اليساري على طريق تشكيل حزب موحد لليسار الفلسطيني يتقلد مكانه الطبيعي والوازن في الخارطة السياسة .
إن خطورة ودقة المرحلة، تستوجب منتهى اليقظة والحذر، ويزيد من خطورتها التصعيد الإسرائيلي المتواتر في مخططات الاستيطان وإقامة الجدار، وعمليات الاجتياح والاغتيال والقتل والعدوان، وفرض الحصار المجرم واللانساني على قطاعنا الحبيب. تلك الممارسات الإجرامية التي ما كانت لتحدث لولا الدعم الأميركي المطلق للسياسة الإسرائيلية، ولهذا فان الحزب ومن منطلق المسؤولية العميقة، يطالب بتعليق المفاوضات الجارية-- حتى تلتزم إسرائيل بوقف استيطانها وإنهاء عدوانها المستمر على شعبنا .
كما وان استمرار حالة الانقسام تزيد من خطورة الوضع، ، ولهذا فان الحزب يدعو حركة حماس للتراجع عن انقلابها وإعادة المؤسسات الشرعية للرئيس أبو مازن-- كخطوة أولى نحو إعادة اللحمة الوطنية-- الأمر الذي يسهم في معالجة كافة القضايا الأخرى، وفي مقدمتها أصلاح الأجهزة ألأمنية وتشكيل حكومة وفاق وطني-- تعد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. أن الاستعداد لحل هذه ألقضايا يسمح بإطلاق حوار مباشر أو غير مباشر لتسويتها على أساس إنهاء ألسيطرة المسلحة على السلطة في غزة .

أمين أبو وردة
شبكة فلسطين الإخبارية
نابلس
9/2/2008

يعطيك الف عافية يا رفيق ابو ساري على هالمقابلة الصحفية الرائعة

طول عمرك كبييييييير يا رفيق ان شاء الله في هالانطلاقة الحزب

بتغير و بصير للأفضل و برجع مجده و عزه في الساحة الفلسطينية